17 - 07 - 2024

عجايب غراب أبيض | هدية لا تنسى من سجن بدر

عجايب غراب أبيض | هدية لا تنسى من سجن بدر

عرفت منذ نحو 10 سنوات صحفيا شابا، أسرني وغيري بمعارفه ومتابعته للأحداث وبأخلاقه الرفيعة واهتمامه بمشكلات زملائه، مع عشقه للمهنة وإخلاصه لها وحبه للوطن والحرية. وراقبته خلال عطفه وحنوه على أطفال زملاء معتقلي وسجناء رأي، فأدركت فيض إنسانيته.

لكنه وهو يتقدم به العمر ليتجاوز اليوم 43 سنة، ضاعت منه وأسرته وطفلاه (7 و10 سنوات) أربع سنوات كاملات متصلات وراء الأسوار، اكتملت بحلول 23 مارس الماضي. وقبلها جرى اعتقاله لأيام فسنة ونصف فسنتين، ولتستهلك السجون ما مجموعه نحو سبع سنوات ونصف من العشرية الأخيرة في حياته، وتعود لتهدد بصره مع الامتناع عن إجراء عملية المياه الزرقاء لعينه اليسرى.   

  منذ نحو العام، حصل على البراءة من حكم عسكري بالسجن المشدد 10 سنوات في قضية نشر، تماثل ما قبلها من مبررات حبس. لكن لا براءة تنفع ولا شفاعة ولا إخلاء سبيل، فجرى تدويره محبوسا احتياطيا في قضية نشر أخرى.

أسعدني وآلمني معا، أن أتلقى منه، زميلي الصحفي الأستاذ "أحمد أبو زيد الطنوبي"، هدية عبارة عن هيكل قلم حبرعليه كلمات محبة مجدول بخيوط الصبر في سجن بدر، وحيث مازال هو محروما من حريته وقلمه. وهذا بالنسبة لي ما لن أنساه من ذكريات ليله تكريم نقابة الصحفيين المصريين لعشرات من الصحفيات والصحفيين الخارجين من المحابس، وبعد سنوات تبددت ظلما وهباء وإهدارا، وأيضا إساءة للصحفيين وللصحافة وللعدالة ولمصر، وبالافتراء على الحقيقة وخلق الله. 

   في الإفطار السنوي للنقابة قبل يومين ومتوافقا مع الذكرى السنوية 83 لتأسيسها، أسعدني أن أجد بيننا زملاء كانوا مغيبين في السنوات السابقة وملاحقين بقائمة الاتهامات ذاتها، ومن بينهم: "ربيع الشيخ" و"بهاء الدين إبراهيم" ( من شبكة الجزيرة)، وآلمني ألا أجد زميلي "أحمد الطنوبي" و 18 آخرين من الصحفيين مازالوا في انتظار الفرج. 

 وأتمنى أن يكون فرج الله على الأبواب، أبواب الرحمة، ونجده ومعتقلي وسجناء الرأي كافة مع أسرهم بحلول نهاية رمضان وعيد الفطر. 

وعجايب!
--------------------------
بقلم: كارم يحيى

مقالات اخرى للكاتب

عجايب غراب أبيض | كوباية شاي وشقة طعمية